[font=DecoType Naskh Swashes][color=magenta]رمضان
....مدرسة تفتح أبوابها كل سنة لتستقبل طلاب من كل الجنسيات ومختلف
الشرائح ومختلف الأعمار ليجلس الكل تحت إشرافه يتعلم من علومه ويرتشف من
منابعه التي لا تنضب ويهتدي بنوره الذي لا ينطفئ بإذن الله
يفتح
هذا المعهد بابه ليستقبل الطلاب مرة في السنة ويلقي عليهم نفس الدرس الذي
ألقي منذ سنوات عدة ليطوي الدفتر ويرحل ... ليعود كل سنة ومنا من رحل دون
عودة
دروسه عدة ومعانيه ممتدة مند عهد النبوة إلى يومنا هذا
وقبل ما ندخل لهذا المعهد لا بد لنا من أدوات تعيننا على تقييد الدروس
فمنا
من اشترى تقوى وصلاح واستعداد لتجديد العهد وتمتين العلاقة بينه وبين ربه
وأخذ عهدا على نفسه أن يجعل من هذا الشهر شهر تربص وتشمير عن ساعد الجد
ليدرك ما فاته السنة الماضية ولعله يكون هذه السنة من الناجحين المحصلين
على أعلى الدرجات والسابقين إلى جنات النعيم أعدت للمتقين وليقف على باب
الريان ....نسأله تعالى أن يجعلنا من وارديه
ومنا من جهز وأعد وكنز
الأطعمة وجعل لهذا الشهر دخلا معتبرا يكفيه لقضاء الشهر في ترف وبذخ وملئ
البطون وإغماض الجفون بعد سهر وسمر وتفويت الصلاة والخير الكثير
ومنا من أعلنها حربا على الله بالمجاهرة بالمعصية وتحدي الواحد الأحد
رمضان
بالنسبة له شهر كباقي الشهور ويحل له في رمضان ما يحل له في باقي الشهور
من أكل وشرب وحتى وطأ ... والعياذ بالله كثيرة هي التساؤلات التي نسمعها
تعرض على المشايخ فلانة تسأل يا شيخ كيف أفعل زوجي يطلبني حتى في رمضان
وإن أبيت هددني بالطلاق أو أبرحني ضربا ومنهن من جاءت تشتكي زوجي يرغمني
أن أحَّضر له الطعام في نهار رمضان ليأكل دون مراعاة لحرمة هذا الشهر ولا
حتى خجلا أو حياءا من بني البشر
ومنا لم لا يعرف عن هذا الشهر إلا
اسمه ومن مضمونه إلا رسمه وكأنه بات عادة وتقاليد ورثناها عن الأجداد
وكأنها لا تمت للدين بصلاة الله المستعان وما علم أن الصوم شرعة ربانية
وأحد دعائم الدين التي بني عليها الإسلام وأن فيه تهذيب للنفس والجوارح
عن
جابر بن عبد الله الأنصار- رضي الله عنهما-: "إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك
ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا
تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء". ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم
العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيره: الصلوات الخمس في
أوقاتها، فإنها عمود الإسلام، وأعظم الفرائض بعد الشهادتين، وقد عظم الله
تبارك وتعالى شأنها وأكثر من ذكرها في كتابه العظيم، فقال تعالى:
[حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ
قَانِتِينَ [البقرة: 238، وقال- تعالى : وأقيموا الصَّلاةَ وآتُوا
الزَّكاة وَأطِيعُوا الرَّسُولَ لعلّكُم تُرْحَمُونَ النور:56
و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
بل على العاقل الحصيف أن يدرك المعنى الجلي لهذا الشهر الكريم وما في الصوم من فوائد نفسية وأخلاقية وصحية
وفي
الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها: تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من
الأخلاق السيئة والصفات الذميمة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها الأخلاق
الكريمة كالصبر والحلم، والجود والكرم، ومجاهدة النفس فيما يرضي الله
ويقرب لديه.
ومن فوائد الصوم:
أنه يُعرّف العبد
نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه ويذكره بعظيم نعم الله تعالى عليه ويذكره
أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء، فيوجب له ذلك شكراً لله سبحانه وتعالى
والاستعانة بنعمه على طاعته، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليه، وقد
أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله- عزّ وجلّ-: { يا أيها
الذين آمنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكُم
تتَّقُون} [البقرة:183].
والناس في هذا الشهر أصناف ......
منهم من فهم الدرس فهما جيدا وتغير إلى الأحسن وأجاب عن السؤال بكل دقة وإفصاح
فملئ
ورقة الامتحان بأحسن الأجوبة من قراءة القرآن وصلة الأرحام والصدقة
والاعتكاف والقيام وكف الجوارح عن الآثام وأعلنها حربا على قنوات الإفساد
وأدبر عنها غير مقبل وقال هذه التي أوردتني الموارد
فكان في تجارة
رابحة مع الله وكانت ورقته مشرفة نقية ترضي الرب جلا وعلا ثم تسر الناظر
.... نسأله تعالى أن يجعلنا منهم ويوفقنا للإقتداء بهم لنكون رفقتهم في
الجنة ....آمين ....
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كان النبي رضي الله أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين
يلقاه جبريل ، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ
يعرض عليه النبي رضي الله القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود
بالخير من الريح المرسلة
[/color][url=http://members.lycos.co.uk/goodfaith/ar/mooon_2u222.gif][color=magenta][img]
http://members.lycos.co.uk/goodfaith/ar/mooon_2u222.gif[/img][/color][/url][color=magenta]ومنهم من لم يفهم الدرس بل رسب مرات ومرات
تكرر
عليه الدرس لكن المسكين قلبه مغلق لا يستقبل إلا ما يمليه عليه هواه
والشيطان ورفقاء السوء الذين جعلوا من ليالي رمضان ليالي فسق وانحراف وسهر
وتمرد وكأنهم من مردة الشياطين والعياذ بالله نسأله تعالى أن يبعدهم عنا
وأن يهديهم لعلهم يفوزوا في رمضان المقبل إن كان في أعمارهم بقية
ومنهم
من رحل وهو خاوي اليدين مضى رمضان ولم يستفد منه ليمضي هو إلى دار الجزاء
وعرض النتائج فبأي عمل سيلاقي ربه ......الله المستعان
ومنهم
من أدرك رمضان بعدها غادر الحياة دون رجعة رحل وهو محمل بالخير الكثير
وجيب مثقل بالأعمال البر والخير والصلة وصحيفة مشرفة فطوبى له وهنيئا له
دار هي خير من دارنا
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له،
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به،
إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطرة،
وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [رواه
البخاري، ومسلم].
ومن فضل هذا الشهر وميزته عن سائر الشهور ما جاء في
الصحيح
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة،
وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين » [رواه البخاري، ومسلم].
وعن
عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال( : أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة، ويحط الخطايا،
ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويُباهي بكم ملائكته
فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حُرِمَ فيه رحمة الله (مجمع
الزوائد للهيثمي، وقال رواه الطبراني.
[/color][url=http://shots.ikbis.com/image/50971/screen/mohammad_fadl__17_.jpg][color=magenta][img]
http://shots.ikbis.com/image/50971/screen/mohammad_fadl__17_.jpg[/img][/color][/url][color=magenta]نسأله
تعالى التوفيق والسداد لتدارك فضل هذا الشهر الكريم وهذه الفرصة الربانية
لتجديد الأعمال والإقبال على الله بقلب سليم والاستزادة من الخيرات نسأله
تعالى حسن الاستقامة وطاعته في رمضان وفي غيره
نسأل العلي القدير أن
يجعلنا ممن أدرك هذا الشهر الكريم وأدرك معه الخير الكثير واغتنم أيامه
ولياليه في رضا الرحمن والزيادة من القربات والبر و فاز في هذا الشهر
الكريم وكان من الناجحين ونال كتابه بيميه ليقول هاكم اقرؤوا كتابيا
نسأله تعالى الهدى من العمى والتبصرة من الضلالة
والله
تعالى المسؤول أن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من أسباب غضبه، وأن يتقبل
منا جميعاً صيامنا وقيامنا، وأن يُصلح بالنا وأولادنا ويرشدنا للخير ، وأن
ينصرنا بهذا الدين ويخذل به أعدائه، وأن يوفق الجميع للفقه في الدين
والثبات عليه، والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء، إنه على كل شيء قدير،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمّد وعلى آله وصحبه ومن سار
على نهجه إلى يوم الدين. [/color][/font]